ما هو علاج الخوف الشديد

ما هو علاج الخوف الشديد

لكل شعور في الحياة جوانبه الإيجابية والسلبية. ويعتبر الخوف من المشاعر الهامة في الحياة، فبدونه لا يمكن للإنسان التطور أو التقدم نحو الأفضل. فهو أحد الدوافع الرئيسية التي يحتاجها البعض لاتخاذ خطوات نحو التقدم. وفي الوقت نفسه، يمكن أن يكون الخوف عائقا يعيق الإنسان عن التقدم في حياته أو اتخاذ أي خطوة إيجابية، وخاصة إذا كان الخوف شديدا أو يتجاوز الحد الطبيعي.

لأنه سلاح ذو حدين، فلا يمكن للشخص أن يحمي نفسه من أيهما إلا باتخاذ جميع الاحتياطات والتصرف بالجرأة والشجاعة في كل خطوة في الحياة. ومن الجدير بالذكر أن لكل شعور في الحياة أسبابه الخاصة، لذا سنتعرف في الفقرات التالية على أسباب الخوف وكيفية التغلب عليه

أسباب الخوف الشديد

في الفقرات التالية، سنذكر معظم الأسباب التي تؤدي إلى شعور شديد بالخوف في الحياة، وهي:

الخلل الدماغي 

تعتبر الإصابة بخلل الدماغ سببا للخوف الشديد، وتحدث الإصابة نتيجة وجود اضطرابات في السيالات العصبية مما يسبب شعورا بالخوف الشديد لفترة مؤقتة، ويجب ملاحظة أن هذه الحالة من الخوف قد يتبعها أحيانا شعور بالهياج العصبي وفقدان السيطرة على النفس.

العامل الوراثي

يعتبر العامل الوراثي واحدا من أهم الأسباب الرئيسية للإصابة بنوبات الخوف الشديد، وذلك بسبب تأثيره الكبير على رد فعل المصاب في العديد من المواقف التي يتعرض لها في حياته، ومن المهم أن نذكر أن هذا السبب من أسباب الخوف لا يمكن علاجه بواسطة الطرق الطبية الكيميائية، ولكن يمكن تقليل أوقات التعرض له وزيادة القدرة على السيطرة على النفس من خلال المتابعة مع أخصائي نفساني.

ادمان المخدرات

بالرغم من اعتقاد بعض الناس أن المخدرات تقلل الخوف في المواقف الصعبة التي يواجهها الإنسان في حياته، إلا أن هذا الاعتقاد غير صحيح على الإطلاق، حيث أن المخدرات هي مجرد وسيلة للهروب من تلك المواقف عن طريق إغفاء العقل والنفس لفترة قصيرة من الزمن.

ثم يعود الشخص مرة أخرى لنجد أن الموقف قد تفاقم وتعقد أكثر، فيزداد الخوف بداخلنا حتى نصبح مضطرين لتناول المزيد منها حتى يصاب الشخص بالإدمان ويفقد القدرة على التراجع عن هذا السلوك الخاطئ.

ضغوط الحياة

يتعرض الإنسان للكثير من الضغوط النفسية في الحياة، بعضها سهل التحمل وبعضها صعب التحمل، وذلك يعتمد على الحالة النفسية للشخص وقدرته على التعامل مع الصعوبات في حياته. يجدر بالذكر أن الضغوط النفسية في الحياة ليست مقتصرة على ضغوط العمل أو ضغوط التكيف مع ظروف المعيشة الصعبة.

بدلا من ذلك، يمكن أن تكون الضغوط النفسية التي يتعرض لها الشخص في الصغر أو الضغوط التي يواجهها للتكيف مع الآخرين هي أنواع من الضغوط التي تسبب القلق والخوف الشديد وفقدان القدرة على التعامل والثقة في الآخرين مرة أخرى.

التعرض للصدمات النفسية

تعتبر الصدمات التي يتعرض لها الإنسان في حياته أكبر عقبة يمكن أن تواجه الكثير من الناس في حياتهم، وذلك لأنها من أكبر أسباب القلق والخوف الشديد من تعرضهم لنفس الموقف مرة أخرى في الحياة. يجب أن نذكر أن الصدمات النفسية لها أنواع متعددة، وهي:

• الصدمات النفسية في فترة الطفولية.
• الصدمات النفسية العاطفية.
• الصدمات النفسية العائلية.
• الصدمات النفسية الناتجة عن التعامل مع الأشخاص غير المتكافئين.

أعراض الخوف الشديد

تظهر أعراض الخوف الشديد على الجسم نتيجة زيادة إفراز هرمون الأدرينالين وتتنوع بشكل كبير، فبعضها يظهر على الجسم من الخارج وبعضها يؤثر على أجهزة الجسم من الداخل، لذلك سنتناول كل منهما في الفقرات التالية

أعراض الخوف الشديد الداخلية

ندرج أعراض الخوف الشديد الداخلية في النقاط التالية:

• الشعور بالخوف وعدم الارتياح.
• زيادة سرعة ضربات القلب.
• الشعور بالمغص.
• وجود سهولة في الإفراغ.
• الهياج العصبي.
• الإسهال.
• وجود صعوبة في النوم.
• الإرهاق الشديد.

أعراض الخوف الشديد الخارجية

ندرج أعراض الخوف الشديد الخارجية في النقاط التالية:

• التعرق الشديد.
• الرجفة المفرطة.
• انعدام القدرة على التنفس بشكل طبيعي.
• الإصابة بالهلع.
• فقدان القدرة على التحكم في النفس.
• العصبية المفرطة.

كيفية تشخيص مرض الخوف

يجب على الجميع أن يعلموا أن النوبات البسيطة من الخوف هي بداية للنوبات الشديدة التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان في حياته، إذا لم يتم الاهتمام بتلك النوبات ومعرفة السبب الرئيسي لتعرضه لها، وذلك عن طريق الاستشارة مع الطبيب المختص إذا شعر بأي نوبات قلق تشير إلى فقدان السيطرة على النفس، والذي سيقوم بتشخيص الحالة بشكل جدي من خلال التأكد من عدم وجود مشكلات صحية على النحو التالي:

• تتكرر نوبات الهلع.
• استمرار النوبة الواحدة لأكثر من 30 دقيقة.
• ظهور أعراض الهلع الشديد على الجسم، مثل الرعشة والتعرق الشديد وفقدان القدرة على التحكم في التنفس والشعور بالانتفاخ.

ما هو علاج الخوف الشديد

تتنوع الأساليب المستخدمة في علاج الخوف الشديد وذلك بناء على سبب الخوف، وسنتعرف عليها في الفقرات التالية:

علاج الخوف من الناس

يمكن علاج الخوف من الناس عن طريق إجبار النفس على التعرف على بعضهم، مع اختيار الأشخاص الصحيحين والنقيين، لتجنب التعرض لأي صدمات مستقبلية، ويمكن العثور عليهم من خلال طبيب نفسي متخصص في الحالة المرضية والذي يقوم بما يلي:

• يوفر الطبيب للمريض القدرة على الحضور في العديد من الاجتماعات الجماعية البسيطة، والتي تتضمن أشخاصا قادرين على التعامل بشكل سليم.
• ومع العلم أن هذه التجمعات تكون في البداية بعدد قليل من الأشخاص، ليتمكن المريض من التعامل تدريجيا دون تشتيت النفس أو تعرضه لنوبات الخوف، ثم يزداد عدده تدريجيا حسب حالة المريض واستجابته في التعامل مع الناس.

علاج الخوف في البطن

يعتبر البطن أحد الأعضاء التي تتأثر بشدة بالحالة النفسية للشخص، وذلك لارتباطه الوثيق بأفكاره ومشاعره، وعندما نتحدث عن البطن هنا، نقصد القولون العصبي والألم والتهيج الناجم عن القلق والخوف الشديد. لذا، فإن أكثر العلاجات فعالية لعلاج نوبات الخوف التي تؤثر على البطن هي استشارة الطبيب المختص في هذه الحالات، الذي يقوم بما يلي:

• تعرض المريض للعلاج السلوكي، وهو أحد أنواع العلاجات الفعالة في التخلص من القلق والخوف.
• ذلك يتم عن طريق تعديل السلوك والأفكار التي تتعاظم في حياة الشخص وتعليمه كيفية التعامل معها وتجنب التعرض لها مرة أخرى أو الاندماج معها، بطرق صحيحة.
• بالإضافة إلى ذلك، يستطيع المريض التفكير بطريقة أكثر فعالية وإيجابية من خلال تدريبه على التفكير السليم من خلال حضور العديد من الدورات التدريبية السليمة.

علاج الخوف من المشاجرات

العديد من الأشخاص يعانون من خوف شديد من الدخول في أي نوع من المشاجرات، بسبب تفكيرهم السلبي المستمر في أنهم قد يتعرضون للأذى إذا شاركوا في أي مشاجرة. هذا غير صحيح تماما. فالتعبير عن الرأي بشكل محترم وخلوق لا يجعل الشخص يتورط في مناقشات عنيفة وعنف. يعد ذلك أحد أساليب العلاج الصحي للتغلب على الخوف من المشاجرات. يمكن القيام بذلك عن طريق:

• مواجهة المشاجرة وإبعاد كافة الأفكار السلبية والتوقعات السيئة عن العقل في فترة ما قبل المشاجرة، ومن ثم خوض النقاش بأكثر الطرق هدوءا وقدرة على التحكم في النفس، والتعبير عن الرأي بالطريقة السليمة البعيدة كل البعد عن العنف أو المناقشة الحادة.
• يتم ذلك عن طريق تدريب النفس لفترة من الزمن، حيث يتم الوقوف أمام المرأة وتخيل المشاجرة والتدرب على كيفية التعامل معها وذكر الكلام المتوقع أن يقال في تلك الحالة.
• ثم يتم تدريبها على الاستجابة المناسبة وكيفية التصرف في الوقت المناسب، ويمكن الاستعانة بشخص موثوق لتجربة تمثيل المشاجرة وتوقع الاستجابة المناسبة ومن ثم التدرب عليها لفترة من الوقت.

علاج الخوف بالأعشاب

يمكن علاج الخوف الشديد عن طريق تناول الأعشاب المهدئة للنفس، وذلك لقدرتها على استرخاء الأعصاب وتهدئة النفس لفترة معينة تسمح خلالها التخلص من المشاعر السلبية المرتبطة بالخوف وتأهيل النفس لتفعيل رد الفعل المناسب مع المواقف. وتعتبر الأعشاب المهدئة من أفضل الحلول التي يقدمها الطب البديل، بدلا من العلاجات الأخرى التي قد تسبب الإدمان وفقدان السيطرة على النفس، إلا من خلال استخدامها. وفيما يلي بعض الأعشاب المهدئة المذكورة:

• الزهور المخملية.
• اللافندر.
• البابونج.
• الأقحوان.
• ايانسون.
• النعناع.

علاج الخوف الشديد بالقران

يعتبر القرآن الكريم العلاج الأكثر فاعلية في التخلص من العديد من الأمراض التي يمكن أن تصيب الجسم، وذلك لفاعلية آياته الكبيرة في التخلص من أعراض المرض والتقليل منها، ومن ضمن تلك الآيات التالي ذكره:

ربنا، أنعم علينا برحمتك وقدم لنا من أمرنا الرشد.

” سورة الكهفـ الآية: 10″.

“لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين“.

“سورة الأنبياء، الآية: 87”.

“وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97)“.

” سورة البقرة، الآية:97″.

بالإضافة إلى آيات أخرى فعالة في تهدئة النفس وتقويتها للتخلص من الخوف الشديد والرهاب، يجب أن نعلم أن الاقتراب من الله وزيادة الدعاء هي من أكثر الأمور فاعلية في التخلص من جميع المخاوف التي يمكن أن يواجهها الإنسان في حياته.

أسئلة شائعة